الشهادتان
سئل فضيلة الشيخ : عن الشهادتين ؟
فأجاب قائلا : الشهادتان ( شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ) هما مفتاح الإسلام ولا يمكن الدخول إلى الإسلام إلا بهما ولهذا أمر النبي ،صلى الله عليه وسلم ، معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى اليمن أن يكون أول ما يدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله.
فأما الكلمة الأولى(شهادة أن لا إله إلا الله) ، فأن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حق إلا الله ـ عز وجل ـ لأن إله بمعنى مألوه والتأله التعبد . والمعنى لا معبود حق إلا الله وحده ، وهذه الجملة مشتملة على نفي وإثبات ، أما النفي فهو ( لا إله ) وأما الإثبات ففي ( إلا الله ) والله ( لفظ الجلالة) بدل من خبر ( لا ) المحذوف، والتقدير _( لا إله حق إلا الله ) فهو إقرار باللسان بعد أن آمن به القلب بأنه لا معبود حق إلا الله ـ عز وجل ـ وهذا يتضمن إخلاص العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سواه .
وبتقديرنا الخبر بهذه الكلمة _ حق ) يتبين الجواب عن الإشكال الذي يورده كثير من الناس وهو : كيف تقولون لا إله إلا الله مع أن هناك آلهة تعبد من دون الله وقد سماها الله ـ تعالى ـ آلهة وسماها عابدها آلهة قال الله ـ تبارك وتعالى ـ ( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك ) ـ هود : 101 . وقال تعالى ( ولا تجعل مع الله إلها آخر ) ـ الإسراء :39 . وقال تعالى ( ولا تدع مع الله إله آخر ) ـ القصص :88 . وقوله ( لن ندعوا من دونه إلها ) ـ الكهف : 14 . فكيف أن نقول لا إله إلا الله مع ثبوت الألوهية لغير الله ؟ ـ عز وجل ؟ وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله ـ عز وجل ـ والرسل يقولون لأقوامهم ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) ـ الأعراف :59 ..
والجواب على هذا الإشكال يتبين بتقدير الخبر في لا إله إلا الله فنقول : هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة ، لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شيء ، ويدل لذلك قوله تعالى ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير ) ـ لقمان :30 . ويدل ذلك أيضا قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى* تلك إذا قسمة ضيزى * إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) ـ النجم : 19 ـ 23 . وقوله تعالى عن يوسف ـ عليه السلام ـ ( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) ـ يوسف : 40 . إذن فمعنى ( لا إله إلا الله ) لا معبود إلا الله ـ عز وجل ـ فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدها ليست حقيقية ، أي ألوهية باطلة ، بل الألوهية الحق هي ألوهية الله ـ عز وجل .
أما معنى شهادة ( أن محمدا رسول الله ) فهو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله ـ عز وجل ـ إلى جميع الخلق من الجن والإنس كما قال تعالى ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) ـ الأعراف : 58 . وقال تعالى ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) ـ الفرقان :1 . ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فيما أخبر ، وأن تمتثل أمره فيما أمر ، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع ، ومقتضى هذه الشهادة أيضا أن لا تعتقد أن لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،عبد لا يعبد ، ورسول لا يكذب ، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا من النفع أو الضر إلا ما شاء ا لله كما قال الله تعالى ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلى ) ـ الأنعام : 50 . فهو عبد مأمور يتبع ما أمر به ،وقال الله تعالى ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا ) ـ الجن : 21 ـ 22 . وقال سبحانه ( قل لا أملك لنفسي ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) ـ الأعراف :188 . فهذا معنى شهادة ( أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ) .
وبهذا المعنى تعلم أنه لا يستحق العبادة لا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، ولا من دونه من المخلوقين ،وأن العبادة ليست إلا لله تعالى وحده ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) ـ الأنعام :162 . وأن حقه ، صلى الله عليه وسلم ، أن تنزله المنزلة التي أنزله الله تعالى ، إياها هو أنه عبد الله ورسوله ، صلوات الله وسلامه عليه .
--------------------------------
وسئل فضيلته : كيف كانت ( لا إله إلا الله ) مشتملة على جميع أنواع التوحيد ؟
فأجاب بقوله : هي تشمل جميع أنواع التوحيد كلها ؛ إما بالتضمن وإما بالالتزام ، وذلك أن قول القائل ( أشهد أن لا إله إلا الله ) يتبادر إلى الذهن أن المراد بها توحيد العبادة ـ الذي يسمى توحيد الألوهية ـ وهو متضمن لتوحيد الربوبية ، لأن كل متضمن لتوحيد الأسماء والصفات ؛ لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة ، لما له من الأسماء والصفات ، ولهذا قال إبراهيم لأبيه ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ) ـ مريم : 42 . فتوحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات .
-------------------------------
سئل فضيلة الشيخ : عن قول بعض الناس إن معنى (لا إله إلا الله ) إخراج اليقين الفاسد على الأشياء وإدخال اليقين الصادق على الله ؛ أنه هو الضار والنافع والمحيي والمميت ، وكل شيء لا يضر ولا ينفع وأن الله هو الذي وضع فيه الضر والنفع ؟.
فأجاب بقوله : قول هذا القائل قول ناقص ، فإن هذا المعنى من معاني ( لا إله إلا الله ) ومعناها الحقيقي الذي دعا إليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكفر به المشركون أنه لا معبود بحق إلا الله ، فالإله بمعنى مفعول ، وتأتي فعال بمعنى مفعول ، وهذا كثير، ومنه فراش بمعنى مفروش ،وبناء بمعنى مبني ، وغراس بمعنى مغروس ، فإله بمعنى مألوه، أي الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه ولا يستحق هذا حقا إلا الله . فهذا معنى لا إله إلا الله .
وقد قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام : ربوبية ،وألوهية ، وأسماء وصفات ، فتوحيد الألوهية هو إفراد الله ،سبحانه ، بالخلق والملك والتدبير ، وتوحيد الألوهية هو إفراد الله سبحانه بالعبادة وتوحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله بما يجب له من الأسماء والصفات بأن نثبتها لله تعالى على وجه الحقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
وقد يقول البعض إن هذا التقسيم للتوحيد بدعة . ولكن نقول بتتبع النصوص الواردة في التوحيد وجدناها لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة ، والاستدلال المبني على التتبع والاستقراء ثابت حتى في القرآن ، كما في قوله تعالى ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) ـ مريم : 77 ـ 79 . والجواب : : لا هذا ولا هذا . ولهذا قال تعالى ( كلا سنكتب ما يقول ).
وبعض المتكلمين قالوا : التوحيد أن تؤمن أن الله واحد في أفعاله لا شريك له ، واحد في ذاته لا جزاء له ، واحد في صفاته لا شبيه له ، وهذا تقسيم قاصر .
-----------------------------
سئل فضيلته : عن أول واجب على الخلق ؟.
فأجاب بقوله : أول واجب على الخلق هو أول ما يدعى الخلق إليه وقد بينه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لمعاذ بن جبل ، رضي ا لله عنه ، حين بعثه لليمن فقال (إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ). فهذا أول واجب على العباد أن يوحدوا الله عز وجل وأن يشهدوا لرسوله ،صلى الله عليه وسلم ، بالرسالة . وبتوحيد الله عز وجل والشهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، يتحقق الإخلاص ،والمتابعة اللذان هما شرط لقبول كل عبادة.
سئل فضيلة الشيخ : عن الشهادتين ؟
فأجاب قائلا : الشهادتان ( شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ) هما مفتاح الإسلام ولا يمكن الدخول إلى الإسلام إلا بهما ولهذا أمر النبي ،صلى الله عليه وسلم ، معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى اليمن أن يكون أول ما يدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله.
فأما الكلمة الأولى(شهادة أن لا إله إلا الله) ، فأن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حق إلا الله ـ عز وجل ـ لأن إله بمعنى مألوه والتأله التعبد . والمعنى لا معبود حق إلا الله وحده ، وهذه الجملة مشتملة على نفي وإثبات ، أما النفي فهو ( لا إله ) وأما الإثبات ففي ( إلا الله ) والله ( لفظ الجلالة) بدل من خبر ( لا ) المحذوف، والتقدير _( لا إله حق إلا الله ) فهو إقرار باللسان بعد أن آمن به القلب بأنه لا معبود حق إلا الله ـ عز وجل ـ وهذا يتضمن إخلاص العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سواه .
وبتقديرنا الخبر بهذه الكلمة _ حق ) يتبين الجواب عن الإشكال الذي يورده كثير من الناس وهو : كيف تقولون لا إله إلا الله مع أن هناك آلهة تعبد من دون الله وقد سماها الله ـ تعالى ـ آلهة وسماها عابدها آلهة قال الله ـ تبارك وتعالى ـ ( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك ) ـ هود : 101 . وقال تعالى ( ولا تجعل مع الله إلها آخر ) ـ الإسراء :39 . وقال تعالى ( ولا تدع مع الله إله آخر ) ـ القصص :88 . وقوله ( لن ندعوا من دونه إلها ) ـ الكهف : 14 . فكيف أن نقول لا إله إلا الله مع ثبوت الألوهية لغير الله ؟ ـ عز وجل ؟ وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله ـ عز وجل ـ والرسل يقولون لأقوامهم ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) ـ الأعراف :59 ..
والجواب على هذا الإشكال يتبين بتقدير الخبر في لا إله إلا الله فنقول : هذه الآلهة التي تعبد من دون الله هي آلهة ، لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شيء ، ويدل لذلك قوله تعالى ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير ) ـ لقمان :30 . ويدل ذلك أيضا قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى* تلك إذا قسمة ضيزى * إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) ـ النجم : 19 ـ 23 . وقوله تعالى عن يوسف ـ عليه السلام ـ ( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ) ـ يوسف : 40 . إذن فمعنى ( لا إله إلا الله ) لا معبود إلا الله ـ عز وجل ـ فأما المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدها ليست حقيقية ، أي ألوهية باطلة ، بل الألوهية الحق هي ألوهية الله ـ عز وجل .
أما معنى شهادة ( أن محمدا رسول الله ) فهو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله ـ عز وجل ـ إلى جميع الخلق من الجن والإنس كما قال تعالى ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) ـ الأعراف : 58 . وقال تعالى ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) ـ الفرقان :1 . ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فيما أخبر ، وأن تمتثل أمره فيما أمر ، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع ، ومقتضى هذه الشهادة أيضا أن لا تعتقد أن لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،عبد لا يعبد ، ورسول لا يكذب ، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا من النفع أو الضر إلا ما شاء ا لله كما قال الله تعالى ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلى ) ـ الأنعام : 50 . فهو عبد مأمور يتبع ما أمر به ،وقال الله تعالى ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا ) ـ الجن : 21 ـ 22 . وقال سبحانه ( قل لا أملك لنفسي ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) ـ الأعراف :188 . فهذا معنى شهادة ( أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ) .
وبهذا المعنى تعلم أنه لا يستحق العبادة لا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، ولا من دونه من المخلوقين ،وأن العبادة ليست إلا لله تعالى وحده ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) ـ الأنعام :162 . وأن حقه ، صلى الله عليه وسلم ، أن تنزله المنزلة التي أنزله الله تعالى ، إياها هو أنه عبد الله ورسوله ، صلوات الله وسلامه عليه .
--------------------------------
وسئل فضيلته : كيف كانت ( لا إله إلا الله ) مشتملة على جميع أنواع التوحيد ؟
فأجاب بقوله : هي تشمل جميع أنواع التوحيد كلها ؛ إما بالتضمن وإما بالالتزام ، وذلك أن قول القائل ( أشهد أن لا إله إلا الله ) يتبادر إلى الذهن أن المراد بها توحيد العبادة ـ الذي يسمى توحيد الألوهية ـ وهو متضمن لتوحيد الربوبية ، لأن كل متضمن لتوحيد الأسماء والصفات ؛ لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة ، لما له من الأسماء والصفات ، ولهذا قال إبراهيم لأبيه ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ) ـ مريم : 42 . فتوحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات .
-------------------------------
سئل فضيلة الشيخ : عن قول بعض الناس إن معنى (لا إله إلا الله ) إخراج اليقين الفاسد على الأشياء وإدخال اليقين الصادق على الله ؛ أنه هو الضار والنافع والمحيي والمميت ، وكل شيء لا يضر ولا ينفع وأن الله هو الذي وضع فيه الضر والنفع ؟.
فأجاب بقوله : قول هذا القائل قول ناقص ، فإن هذا المعنى من معاني ( لا إله إلا الله ) ومعناها الحقيقي الذي دعا إليه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وكفر به المشركون أنه لا معبود بحق إلا الله ، فالإله بمعنى مفعول ، وتأتي فعال بمعنى مفعول ، وهذا كثير، ومنه فراش بمعنى مفروش ،وبناء بمعنى مبني ، وغراس بمعنى مغروس ، فإله بمعنى مألوه، أي الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه ولا يستحق هذا حقا إلا الله . فهذا معنى لا إله إلا الله .
وقد قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام : ربوبية ،وألوهية ، وأسماء وصفات ، فتوحيد الألوهية هو إفراد الله ،سبحانه ، بالخلق والملك والتدبير ، وتوحيد الألوهية هو إفراد الله سبحانه بالعبادة وتوحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله بما يجب له من الأسماء والصفات بأن نثبتها لله تعالى على وجه الحقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
وقد يقول البعض إن هذا التقسيم للتوحيد بدعة . ولكن نقول بتتبع النصوص الواردة في التوحيد وجدناها لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة ، والاستدلال المبني على التتبع والاستقراء ثابت حتى في القرآن ، كما في قوله تعالى ( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) ـ مريم : 77 ـ 79 . والجواب : : لا هذا ولا هذا . ولهذا قال تعالى ( كلا سنكتب ما يقول ).
وبعض المتكلمين قالوا : التوحيد أن تؤمن أن الله واحد في أفعاله لا شريك له ، واحد في ذاته لا جزاء له ، واحد في صفاته لا شبيه له ، وهذا تقسيم قاصر .
-----------------------------
سئل فضيلته : عن أول واجب على الخلق ؟.
فأجاب بقوله : أول واجب على الخلق هو أول ما يدعى الخلق إليه وقد بينه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لمعاذ بن جبل ، رضي ا لله عنه ، حين بعثه لليمن فقال (إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ). فهذا أول واجب على العباد أن يوحدوا الله عز وجل وأن يشهدوا لرسوله ،صلى الله عليه وسلم ، بالرسالة . وبتوحيد الله عز وجل والشهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، يتحقق الإخلاص ،والمتابعة اللذان هما شرط لقبول كل عبادة.